تكليف قيادي سلفي بالاشراف على الملف الامني للانتقالي.. هل هو بداية تصعيد ضد العليمي ام مقدمة لصراع داخل المجلس..؟
يمنات – خاص
كلف القيادي السلفي عبد الرحمن المحرمي الملقب بأبو زرعة بإدارة ملف الامن ومكافحة الارهاب في القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكلف أبو زرعة بناء على قرار اصدره الخميس 30 اغسطس/آب 2024 رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي.
اعادة هيكلة وتنظيم
وبموجب قرار التكليف سيتولى القيادي السلفي أبو زرعة المحرمي إعادة هيكلة وتنظيم القوات الأمنية التابعة للانتقالي.
الاطاخة بيسران
وكان يدير قوات مكافحة الارهاب التابعة للمجلس الانتقالي يسران المقطري، المتهم في قضية اختطاف واخفاء عشال الجعدني، الذي اثارت قضيته الرأي العام في محافظتي عدن وأبين على وجه الخصوص، وما تزال القضية حية، رغم مرور اشهر عليها.
وما يزال المقطري واخرين متهمين في القضية فارين من وجه العدالة، ويعتقد انهم غادروا خارج البلاد، فيما لا يزال الجعدني مخفي قسريا.
جهاز مكافحة الارهاب
وكانت القوات المعنية بمكافحة الارهاب تخضع للواء شلال علي شائع، غير أن حضورها تراجع بعد تعيين شلال شائع بموجب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم 7 الصادر في 4 يناير/كانون ثان 2024 رئيسا لجهاز مكافحة الارهاب.
وانتقلت اغلب قيادات قوات مكافحة الارهاب مع كثير من عناصر القوة إلى الجهاز الذي اصبح يتبع الحكومة المعترف بها دوليا.
التخلي عن المقطري
ويفهم من قرار الزبيدي بتكليف ابو زرعة بالاشراف على الملف الامني ومكافحة الارهاب التخلي عن يسران المقطري، الذي اصبح متهما في قضية شغلت الرأي العام.
مخاوف الاستهداف
وتعد عملية اعادة هيكلة وتنظيم قوات مكافحة الارهاب بأنه سعي من قيادة المجلس الانتقالي باعادة احياء هذه القوة، رغم وجود جهاز رسمي لمكافحة الارهاب.
وربما جاءت اعادة الهيكلة والتنظيم لهذه القوة غير النظامية تحت مخاوف عمليات الاستهداف التي تتعرض لها القوات غير النظامية للمجلس الانتقالي في محافظة أبين، والتي كانت اخرها يوم الجمعة 16 اغسطس/آب الجاري في مديرية مودية، عندما استهدفت سيارة مفخخة معسكرا للواء الثالث دعم واسناد في مديرية مودية.
اضعاف جهاز شلال
ومن شأن اعادة هيكلة وتنظيم قوات مكافحة الارهاب التابعة للانتقالي اضعاف جهاز مكافحة الارهاب الذي يقوده شلال شائع، كون اغلب منتسبيه من العناصر التي كانت تابعة لقوات الانتقالي.
وعد البعض تكليف المحرمي بانه استهداف لشلال شائع، نظرا لما ستمثله عملية اعادة الهيكلة والتنظيم من افراغ للجهاز النظامي الذي يقوده شلال شائع، غير، اخرون اعتبروا القرار بانه يخص قوات الانتقالي، وهدفه اعادة ترتيب التشكيلات الامنية غير النظامية للانتقالي.
الفصيل السلفي
وابو زرعة المحرمي هو نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويمثل الفصيل السلفي في المجلس الانتقالي، فيما يحسب الزبيدي وشائع على الفصيل الحراكي.
وقرار تكليف المحرمي سيؤدي إلى نقل عناصر، سلفية إلى قوات مكافحة الارهاب والتشكيلات الامنية للانتقالي، بعد ان كان اغلب قياداتها وعناصر محسوبين على الفصيل الحراكي.
ويقود المحرمي تشكيلات عسكرية غير نظامية انشاتها الامارات في الساحل الغربي تحت مسمى قوات العمالقة.
توسيع نفوذ ومخاوف صراع
ويرى متابعون ان تكليف المحرمي سيوسع من نفوذ الفصيل السلفي في التشكيلات الامنية التابعة الانتقالي، ما يثير مخاوف ان يؤدي ذلك إلى صراعات داخل المجلس الانتقالي، الذي يعد سلطة امر واقع في محافظات عدن ولحج وابين والضالع، والذي، تسيطر عليها قوات المجلس امنيا وعسكريا.
اضعاف الحكومة
وسيؤدي اعادة هيكلة وتنظيم التشكيلات الامنية للانتقالي إلى تقليص حضور القوات الامنية النظامية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دوليا، والتي ينحصر حضورها في اقسام ومراكز الشرطة في المحافظات الاربع.
حضور المحرمي
ومؤخرا ظهر المحرمي إلى الواجهة بعد تبنيه مهاجمة رئيس الوزراء السابق معين عبد الملك، واتهامه بالفساد، ثم اقدامه على اغلاق مكتب يتبع مكتب رئاسة الجمهورية بعدن.
بداية تصعيد
وربما يكون القرار تصعيد من الانتقالي الذي تحذر بعض قياداته من توجه لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لاستهداف المجلس، من خلال تعمد استبعاده من المفاوضات التي تجري حول خارطة الطريق التي ترعاها الامم المتحدة بين اطراف النزاع اليمني.
وكان المحرمي بعيدا عن المجلس الانتقالي الذي تم انشاؤه كحامل للقضية الجنوبية في 11 مايو/آيار 2017، وظلت وظيفته مكرسه في الشان العسكري، غير انه عين نائبا لرئيس المجلس في 8 مايو/آيار 2023، بعد عام من تعيينه عضو في مجلس القيادة الرئاسي.
تسليم الاحزمة
وبموجب قرار الزبيدي تكليف المحرمي بالاشراف على الملف الامني لقوات الانتقالي فإن جميع قوات الحزام الامني والتشكيلات الاخرى التابعة للانتقالي في جغرافيا السيطرة التي تشمل اربع محافظات ستخضع له، واغلب قيادات الاحزمة الامنية محسوبة على الفصيل الحراكي في المجلس الانتقالي، وينتمي كثير منها جغرافيا لمحافظة الضالع ومديريات ردفان ويافع التابعة اداريا لمحافظتي لحج وابين.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا